الهروب من الروتين: رحلات يومية لتجديد النشاط
إذا كنت من محبي المغامرات في عطلة نهاية الأسبوع أو عاشقًا للثقافة، فإن الرحلات اليومية تقدم شيئًا للجميع، بغض النظر عن ميزانيتك.
تُعتبر أزمة القدرة على تحمل التكاليف واقعًا قاسيًا يواجه الكثيرين اليوم. يبدو أن كل شيء، بدءًا من الإيجارات إلى الطعام وحتى البنزين، أصبح باهظ الثمن. وهذا يترك مساحة ضئيلة لأشياء أخرى مثل الرحلات الطويلة خلال فصل الصيف.
لحسن الحظ، بغض النظر عن مكان وجودك في كندا، هناك العديد من الرحلات اليومية التي تنتظرك! نحن محظوظون كدولة بتنوعها الثقافي وجمال طبيعتها وعبق مدنها الصغيرة. وغالباً ما تكون هذه التجارب على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة أو بالحافلة؛ مما يجعلها مثالية للرحلات اليومية.
بالنسبة لمن لم يجربوا ذلك من قبل، فإن “الرحلات اليومية” – والتي تُعرف أحياناً بـ “عطلات اليوم” – تعني ببساطة مغادرة المدينة التي تعيش فيها واستكشاف مكان جديد والعودة إلى المنزل في نفس اليوم. هذه الرحلات قصيرة لكنها توفر استراحة لطيفة من روتين الحياة اليومية وتمنح فرصة لتجربة نمط حياة المدن الصغيرة أو الاقتراب أكثر من الطبيعة أو ربما الانغماس في تجربة ثقافية خارج منطقة الراحة الخاصة بك.
هناك شعور رائع بالحرية عند القيام برحلة يومية. إنها وسيلة سهلة ومنخفضة المخاطر للذهاب إلى مكان ما واكتساب الإلهام من المحيط الجديد حولك.
إليك بعض الخيارات التي قد تثير اهتمامك:
من تورونتو
لنبدأ بالقرب من المنزل؛ واحدة من وجهاتنا المفضلة هي بلدة إيلورا (Elora). تقع على بُعد 90 دقيقة فقط بالسيارة عن تورونتو وقد كانت وجهة للأشخاص الذين يرغبون في الهروب من المدينة لعقود طويلة. مركزها المذهل هو مطحنة إيلورا (Elora Mill) التي تم تجديدها بشكل كبير بواسطة Pearle Hospitality عام 2018 وأصبحت منذ ذلك الحين نقطة جذب للمجتمع الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 7000 نسمة.
تقع إيلورا عند تقاطع نهري غراند وإيرفاين وتضم مجموعة متنوعة رائعة من استوديوهات الفنانين التي تقدم كل شيء بدءًا من الزجاجيات وصولاً إلى الفخار وكل ما بينهما. وفي شهر يوليو تتردد أصداء الموسيقى الكلاسيكية الجميلة حيث يستضيف البلدة عازفين مميزين عالميين خلال مهرجان إيلورا الشهير الذي يستمر لثلاثة أسابيع والذي يتبعه مهرجان ريفرفيست الذي يقدم موسيقى حيوية ويصبح حدثا بارزاً مع نهاية الصيف. بالنسبة لقرية بهذا الحجم الصغير، فإن تنوع الفعاليات والأنشطة مذهل حقاً!
ولا تنسَ الاستمتاع بالإطلالات الرائعة أثناء المشي لمسافة 2.5 كم عبر مضيق إيلورا (Elora Gorge).
من مونتريال
نتجه شرقاً نحو كيبيك والتي تُعتبر بلا شك واحدةً من أجمل المقاطعات الكندية ولديها أماكن لا حصر لها للاستكشاف ولكن هناك مكان واحد يتفوق على البقية: مدينة كيبيك (Quebec City). بشوارعها المرصوفة بالحصى وهندستها المعمارية الفرنسية الاستعمارية والفكتورية، تعتبر المدينة المسورة الأكثر أوروبية بين جميع مدن أمريكا الشمالية.
بعد استكشاف سهل أبراهام أو زيارة المعارض في متحف الفنون الجميلة الوطني (Musee national des beaux-arts)، تأكد أنك ستزور قلب الحياة الليلية في كيبيك: لا غراندي آلي (La Grande Allée). مع نوادي الليل النابضة بالحياة والمطاعم الراقية والأجواء الحيوية هنا ستكون المكان المثالي للاسترخاء وتجربة بعض الأطباق الشهية.
إذا كنت تزور المدينة ليلة رأس السنة الجديدة، فكل الشارع يتحول إلى منطقة مشاة فقط للاحتفال! بعد العشاء يمكنك الاستمتاع بمشهد رائع بالقرب من فندق Fairmont Château Frontenac المطل على نهر سانت لورانس العظيم.
من كالغاري
على بُعد 90 دقيقة فقط بالسيارة عن كالغاري تقع بانف وهي وجهة شهيرة لعشاق الهواء الطلق وتقدم مجموعة مذهلة ومتنوعة جداً للاختيار منها. أحد الأماكن المفضلة لدينا هو جبل الكبريت (Sulphur Mountain) الواقع في قلب جبال روكي الكندية حيث تأخذكم التلفريك إلى القمة للاستمتاع بإطلالات خلابة لوادي بو وجبل رندل ومنطقة سوندانس ريدج.
استمتع بأحد المطاعم الثلاث المتاحة أو اكتشف منصات المشاهدة المتعددة ولا تفوت زيارة المرصد الجوي الذي تم بناؤه عام 1903.
كما تم تطوير ينابيع ساخنة تجارية مثل ينابيع بانف العليا وموقع كهف وباسين التاريخي الوطني وكلاهما يستحق الزيارة.
قد يرغب المستكشفون الجريئون بالتوجه نحو الينابيع الساخنة بعد التنزه عبر مسار التحويل البالغ طوله 5,4 كم والذي يستغرق حوالي ثلاث ساعات لإكماله لذا احرص على جلب الماء وواقي الشمس وارتداء أحذية جيدة!
هذه مجرد أمثلة قليلة ضمن مجموعة واسعة ورائعة للرحلات اليومية المتاحة لك! فهي قريبة وطبيعية ومناسبة للتكاليف.
قبل الذهاب تأكد دائماً أن تبحث عن الموقع عبر الإنترنت وتخطط وفق ذلك لأن بعض الأوقات قد تشهد ازدحام السياح أو قد تغلق بسبب فعاليات خاصة.
يمكن أن يُحدث التخطيط الجيد فرقًا كبيرًا للاستمتاع بتجربة جديدة وعندما تجرب مجموعة العروض الرائعة لهذه الرحلات ستجد صعوبة كبيرة للتوقف عنها!
كاتر هاميت كاتب ومختص اجتماعي ومدرب مقيم في تورونتو.
