تحديث يوليو 2023: كل ما تحتاج معرفته!
تحديث يوليو 2023: نظرة على التضخم وأسعار الفائدة
تشير البيانات المشجعة حول التضخم إلى وجود بصيص من الأمل بأن دورة تشديد أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها. القصة هنا تدور حول كيفية تمكن البنوك المركزية من خلق سيناريو “غولديلوكس” – أي تبريد الاقتصاد دون اتخاذ خطوات خاطئة تؤدي إلى قيود مفرطة. ليس حارًا جدًا، وليس باردًا جدًا. لكن القلق يكمن في أن التضخم قد يصبح متجذرًا ويستمر لفترة أطول مما هو متوقع. هل سيكون هناك هبوط سلس، أم هبوط صعب، أم لا هبوط على الإطلاق؟ تظل مخاطر الركود قائمة، وعلى الرغم من أن مؤشر S&P 500 قد ارتفع بأكثر من 20% منذ أدنى مستوى له في أكتوبر 2022، إلا أن الكثير من هذا الارتفاع مدفوع بموضوع الذكاء الاصطناعي وسبعة أسهم تكنولوجية ضخمة.
كما كان متوقعًا على نطاق واسع، قام بنك كندا (BoC) برفع أسعار الفائدة بنسبة 0.25% في يوليو ليصل سعر الفائدة المرجعي الآن إلى 5%. سجل معدل التضخم الرئيسي في كندا لشهر يونيو نسبة 2.8% مقارنة بالعام السابق، بعد معدل تضخم بلغ 3.4% في مايو. وفقًا لإحصاءات كندا، فإن تأثير السنة الأساسية على أسعار البنزين أدى إلى تباطؤ المعدل الرئيسي للتضخم. تشير تأثيرات السنة الأساسية إلى المقارنات التي تُجرى اليوم مع مستويات مرتفعة قبل عام عندما كانت الأسعار أعلى عند المضخة. ومع ذلك، لا يزال تضخم الغذاء مرتفعاً ولم ينخفض بعد؛ بينما يظل التضخم الأساسي – الذي يتم مراقبته عن كثب ويستثني أسعار الغذاء والطاقة – فوق الهدف عند نسبة سنوية تبلغ 3.9%.
وبالمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، رفع الاحتياطي الفيدرالي أيضًا سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل لأعلى مستوى له منذ 22 عامًا. كان مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو هو الأدنى خلال أكثر من عامين ولكن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً أيضاً مما يشير إلى زيادة الأسعار الأساسية التي يصعب السيطرة عليها. شهد تقرير التوظيف الأمريكي لشهر يونيو بعض النقص الطفيف ولكنه كان قويًا بما يكفي لإظهار اقتصاد مرن ما زال قائمًا؛ حيث إن سوق العمل قوي وقد أظهر المستهلكون قدرة على تحمل الأسعار المرتفعة.
في أوروبا، قام البنك المركزي الأوروبي برفع معدلات الفائدة للمرة التاسعة على التوالي مع إبقاء الباب مفتوحاً لمزيد من التشديد رغم الإشارة إلى أنهم أصبحوا يعتمدون بشكل أكبر على البيانات الاقتصادية الجديدة المتاحة لهم الآن . تظهر أوروبا علامات انكماش التصنيع وضعف محتمل قادم؛ بينما لا تزال المملكة المتحدة تعاني من ارتفاع معدلات التضخم الأساسي رغم أن بيانات تضخّم شهر يونيو كانت أقل مما هو متوقع.
إلى جانب ذلك تأتي المخاطر الجيوسياسية مثل الحرب الأوكرانية والتوترات بين الولايات المتحدة والصين؛ حيث زارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بكين كجزءٍ من عملية مستمرة لتحسين العلاقات بين البلدين . ومن الجدير بالذكر أن الصين فرضت قيود تصديرية على عنصرين رئيسيين يستخدمان في تصنيع أشباه الموصلات ، بينما قامت الولايات المتحدة بتقييد الشركات التي تبيع رقائق أشباه الموصلات والتكنولوجيا للصين وتعزيز الشركات المصنعة لهذه الرقائق داخل أمريكا.
بشكل عام ، يبدو أن صورة التضخّم تتحسن وهناك تفاؤل متزايد بأنها تجاوزت ذروتها . ومع ذلك ، لا توجد مؤشرات تدلّ على انخفاض معدلات الفائدة قريباً . وبينما ساعدت فرضية الهبوط السلس للاقتصاد الأمريكي في دعم الأسواق المالية ، يبقى الغموض قائماً حتى يتضح نوع الهبوط الذي سيحدث وما سيبدو عليه أي تباطؤ اقتصادي قادم . لذا فإن التنويع يبقى المفتاح لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ؛ وفي ModernAdvisor نقدم محافظ متنوعة بشكل واسع تشمل الأسهم والدخل الثابت لمستويات مختلفة من تحمل المخاطر .
الكلمات الرئيسية: تضخّم, أسعار فائدة, بنك كندا, الاحتياطي الفيدرالي, البنك المركزي الأوروبي, جيوسياسية, أسواق المال