الحياة في كندا

كيف أصبحت دائرة النساء الهنديات التي أسستها نيهاء خانديلوال شريان حياة للمهاجرات الجدد؟

في⁤ كل ربيع، تكريمًا لليوم العالمي ‍للمرأة في 8 مارس، يحتفل ⁢موقع​ “المهاجر​ الكندي” بالنساء الملهمات في مجالات متنوعة. وفي سلسلة “نساء المهاجرين الملهمات” لعام 2025، نسلط الضوء على النساء اللواتي⁤ يمكّنّ أخريات ويحدثن تأثيرًا ملموسًا ‌في مجتمعاتهن. تعرفوا على نيهة كاندلوال، التي بنت ‍مجتمعًا قويًا.

في عام 2015، كانت نيهة كاندلوال أمّاً جديدة تتنقل بين تحديات الحياة في كندا، بعيداً عن عائلتها وأصدقائها المقربين الذين نشأت معهم في الهند. ⁤شعور الحاجة إلى التواصل دفعها لإنشاء مجموعة​ على الفيسبوك تُدعى دوائر النساء الهنديات. ما بدأ كمجموعة صغيرة تحول الآن إلى مجتمع نابض يضم 7700 امرأة، حيث يتم تنظيم لقاءات دورية واحتفال سنوي بعيد الديوالي ⁤يجمع الأعضاء معاً للاحتفال والدعم.

نيهة كانت ​تعمل محترفة تكنولوجيا المعلومات ولديها خبرة من الهند والمملكة المتحدة. التقت بزوجها من خلال زواج مرتب. انتقل إلى كندا عام 1999‌ لمتابعة تعليمه وبعد زواجهما انضمت إليه عام⁤ 2011 بتأشيرة زوجية. مصممة على مواصلة مسيرتها المهنية، بدأت بسرعة البحث عن وظيفة قائلة: “لم أكن أرغب في فترة توقف⁤ طويلة عن‍ العمل.”

لكن العثور على عمل ‌كمهاجرة لم يكن سهلاً. رغم خلفيتها القوية في تكنولوجيا المعلومات، إلا أنها⁤ كانت تفتقر⁢ إلى الخبرة الكندية وهو عقبة شائعة تواجه العديد من المهاجرين. طلبت المساعدة من وكالة توظيف تُدعى Skills for Change التي ساعدتها ​في تعديل ⁢سيرتها الذاتية لتناسب سوق العمل ‍الكندي. تقول: “كنت واثقة أن مهاراتي قابلة للتحويل.”

استمرت​ نيهة بالاجتماع مع حوالي 40 مُجنّدًا⁣ وحضور ⁤معارض الوظائف وتحديث سيرتها الذاتية باستمرار⁤ حتى حصلت أخيرًا على عقد ⁤لمدة ستة أشهر ​عبر شركة راندستاد كندا‍ بحلول فبراير 2012. هذه الفرصة مهدت الطريق لوظيفة ‌بدوام كامل في قطاع التأمين لاحقاً ذلك العام ثم انتقلت للعمل لدى بنك RBC عام 2017 وأخيراً ⁣بنك سكوتيا.

رغم نجاحاتها المهنية، واجهت كاندلوال شعور العزلة خاصة بعد ولادة ابنها عام 2015 حيث قالت: “كنت قد​ قضيت ثلاث سنوات هنا ولكن أكثر ما كنت أعاني⁢ منه ‌هو ⁤بناء علاقات اجتماعية.” بحثت عن وسيلة للتواصل مع نساء هنديات أخريات يعانين نفس ⁤الوضع فأنشأت مجموعة دوائر النساء الهنديات على الفيسبوك وفي نفس الأسبوع نظمت لقاءً شخصيًا بمقهى ‍ستاربكس بالقرب من سكوئر ⁢وان بميسيساغا حيث حضر ثلاث ⁢نساء فقط اثنتان منهن كن يسكنان بنفس المبنى! تبادلوا التجارب والأرقام وشكلوا بداية مجتمع دائم.

نمت المجموعة⁣ بسرعة‌ كبيرة؛ ففي غضون سنة واحدة توسعت اللقاءات لتشمل المطاعم وجذبت بين 40 ​إلى 55 حضور لكل مرة حيث تبادل النساء إعلانات الوظائف والنصائح والتجارب الشخصية حول التنقل داخل بلد جديد قائلةً: “هذا كله يتعلق بخلق مساحة آمنة‌ وموثوقة يمكن للنساء الاجتماع فيها وبناء ​علاقات ذات مغزى.”

بعض الأعضاء ​هن أمهات جدد بينما انضم البعض الآخر للمجموعة منذ سنوات والآن هناك مجموعة فرعية لـ “الأمهات ⁤الفارغات” لمن ترك أطفالهن المنزل بعد أن كبروا كما يوجد أيضًا مجموعة توجيه وظيفي ‌عبر ⁤واتساب⁢ حيث تشارك⁢ النساء الإحالات الداخلية – مثل‌ لينكد إن خاص.

لقد نظمت كاندلوال حوالي 200 لقاء عبر منطقة تورونتو ⁣الكبرى مما⁢ يوفر فرص للنساء للتواصل فيما ⁣بينهم؛ أكبر حدث للمجموعة هو احتفال ديوالي الذي شهد العام الماضي أكثر من 300 حضور و14 راعٍ بما يشمل زيارة ​ميسيساغا والشرطة ⁣الإقليمية بيل كما‍ يُمنح أصحاب​ الأعمال فرصة للترويج لأعمالهم خلال هذه الأحداث قائلةً: “إنه حدث فاخر جداً.”

لقد حصلت دوائر النساء الهنديات على اعتراف دولي‍ عندما تم تسميتها ⁣بواسطة الفيسبوك كواحدة من أكثر المجموعات تأثيراً وتفاعلاً عالميًا لعام 2021 مما أدى لدعوة كاندلوال لتكون مديرة قوية تمنح الفرصة لاختبار ميزات جديدة للفيسبوك والمشاركة بجلسات تدريب حصرية.

لكن بالنسبة لكاندلوال فإن دوائر ⁢النساء الهنديات هي أكثر بكثير من مجرد مجموعة⁣ على الفيسبوك – إنها شريان حياة للنساء⁣ الباحثات عن ⁣الصداقة وإحساس الانتماء داخل بلد جديد قائلةً: “لقد جاء إليّ أشخاص وقالوا لي لقد عشتُ‍ هنا منذ39 عامًا والحمد لله أنني حضرت فعاليتك لأنني الآن وجدت شخص يمكنني اعتباره صديقي.”

كما أكسب ⁢قيادتها ⁤العديد من ⁣الجوائز بما فيها ترشيح لجائزة RBC Women of​ Influence Award ⁣وفي عام2023 تم ​تكريمها بجائزة WXN​ Canada لأكثر100 امرأة قوة ضمن‍ فئة ‘أثر المجتمع’ التابعة لكنديان تاير.

بينما ​تحتفل⁣ المجموعة بالذكرى العاشرة لتأسيسها يصبح تأثيرها أوضح⁤ من أي وقت ‍مضى:​ الآلاف من النساء⁢ وجدن صداقات وإرشادات ومنزل بعيد عن الوطن.

ترقبوا قصص ملهمة أخرى لفارين سامجي وألفا نكورانغا ضمن فعاليتنا⁤ الخاصة بنساء المهاجرين الملهمتين السنوية الثانية عشرة.

ماريا عبد الرحمان

مرحبًا! أنا ماريا عبد الرحمان، كاتبة محتوى ومتخصصة في الشؤون الثقافية والاجتماعية. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وأنا متحمسة لنقل المعرفة ومشاركة القصص والأخبار التي تهم القراء العرب في جميع أنحاء العالم. أعشق الكتابة والإبداع، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى غني ومفيد يلبي اهتمامات جمهورنا. من خلال عملي في Arabic-Canada.com (كندا بالعربي)، أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة، والتعليم، والثقافة، والحياة اليومية في كندا، وتقديم النصائح والمعلومات التي تساعد القادمين الجدد على الاندماج بسهولة والنجاح في حياتهم الجديدة. تابعوا مقالاتي للحصول على رؤى عميقة ونصائح قيمة حول الحياة في كندا وكل ما يتعلق بالمجتمع الكندي. إذا كان لديكم أي استفسارات أو مواضيع ترغبون في أن أتحدث عنها، فلا تترددوا في التواصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى