المزيد من البلديات يجب أن تتخذ خطوات فعلية
من المنعش رؤية بعض البلديات تبدأ في اتخاذ خطوات حقيقية لمعالجة أزمة توفير المساكن التي نواجهها.
على سبيل المثال، في مايو الماضي، أقرّت مدينة برلنغتون قانونًا لتقليل رسوم المطورين بنسبة 45%. وبعد عدة أشهر، في نوفمبر، أعادت مدينة فاون إلى معدلات الرسوم التي كانت سارية في عام 2018.
لكن ما يثير القلق هو أن عمدة فاون ستيفن ديل دوكا تعرض لانتقادات بسبب اقتراحه على منطقة يورك دراسة سياسة مشابهة لتلك التي أقرّتها بلديته. وقد تحدث عمدة نيو ماركت جون تايلور ونائب العمدة توم فيغ ضد هذا المفهوم مؤخرًا خلال تقرير إقليمي أمام المجلس.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوات تمثل تقدمًا إيجابيًا حيث كشف تقرير أعد لصالح RESCON أن العبء الضريبي على المنزل الجديد في أونتاريو ارتفع إلى حوالي 36% من سعر الشراء، مقارنة بـ31% قبل ثلاث سنوات فقط. وتشكل رسوم التطوير جزءًا كبيرًا من هذا الرقم.
مؤخراً، قامت مدينة ميسيساغا بالتحرك بعد تلقيها تقريراً طويلاً من أكثر من 30 مطوراً وبنّاءً بارزاً في القطاعين الخاص وغير الربحي للإسكان. وقد تم تشكيل هذه المجموعة بواسطة العمدة كارولين باريش للتوصل إلى أفكار لمعالجة أزمة الإسكان.
ميسيساغا تتخذ إجراءات
تقرير ميسيساغا ليس مجرد مجموعة أفكار؛ فقد قدمت مجموعة العمل 30 توصية لتسريع عملية التطوير. كما وضعت هدفاً جريئاً جديداً لبناء 370,000 منزل بحلول عام 2051 – بزيادة قدرها 124,000 وحدة عن الهدف السابق البالغ 246,000 وحدة.
ستستخدم التوصيات الواردة في تقرير مجموعة العمل كدليل لجهود المدينة المستقبلية بشأن الإسكان.
على مدار أربعة أشهر، اقترح الخبراء طرقًا لإطلاق عملية التطوير وبناء المنازل بشكل أسرع وأكثر تكلفة مع تبسيط الإجراءات لجعل البناء أسهل في ميسيساغا وخلق الحوافز اللازمة لتوفير المنازل.
تلعب المدن دورًا محوريًا في تمكين بناء المنازل الجديدة، لكن العمليات البلدية غالباً ما تسبب تأخيرات وعدم يقين يمكن أن تعرقل المشاريع وتجعلها غير قابلة للتطبيق ماليًّا. تهدف توصيات مجموعة العمل إلى تغيير هذه الرواية.
أوصت مجموعة العمل بإصلاح رسوم التطوير والضرائب والرسوم حيث انخفضت مبيعات المنازل الجديدة ووصل السوق إلى نقطة أصبحت فيها أسعار البيع المطلوبة لجعل المشروع قابلاً للتطبيق أعلى مما يرغب معظم المشترين بدفعه.
وأشار الخبراء إلى أن إصلاح الضرائب الحكومية والرسوم – حتى كإجراء قصير الأجل – يمكن أن يساعد على جعل مشاريع الإسكان قابلة للتطبيق للمطورين ومناسبة للمالكين الجدد للمنازل.
قدمت مجموعة العمل أربع عشرة طريقة لإصلاح نظام الرسوم وأوصت بتأجيل دفع رسوم التطوير ورسوم الفوائد المجتمعية حتى الانتهاء من البناء. بالإضافة إلى ذلك، اقترحت المجموعة على البلدية السعي للحصول على دعم مالي من المستويات العليا للحكومة لتعويض التكاليف البلدية وأن تقوم الحكومات الإقليمية والفيدرالية بإلغاء ضريبة HST وGST لجميع مشتري المنازل الجدد.
كما نظرت المجموعة أيضًا كيف يمكن خلق كفاءات عبر الصناعة واقترحت تحديث معايير البناء والتصميم بحيث تساعد بدلاً من تعيق بناء المدن بشكل جيد.
تم اقتراح سبعة إجراءات محددة لإنشاء الكفاءات بما يشمل تبسيط اللوائح التي تفرض قيود غير ضرورية وتبسيط معايير التصميم العمراني والبناء وتنفيذ عملية تقديم خطة الموقع المبسطة لتعزيز الموافقات الأسرع.
لزيادة عدد المساكن المبنية ، اقترحت المجموعة أيضًا ضرورة تبسيط إصلاحات تقسيم المناطق لزيادة تقسيم المناطق المعتمد مسبقاً (as-of-right)في مناطق النمو لتجنب طلبات إعادة تقسيم طويلة قد تفتح المجال لبناء مساكن متوسطة الارتفاع على طول الممرات التجارية وقرب وسائل النقل العامة.
وفقً لمجموعة العمل ، ينبغي لميسيساغا إنشاء برامج مستدامة وتمويل طويل الأجل لتحفيز الصناعة لمساعدتها على تلبية الطلب المتزايد للإسكان بأسعار معقولة.
خطة يجب اتباعها
إن هدف امتلاك منزل بعيد المنال بالنسبة للكثيرين. العديد من الشباب يغادرون مدننا ويتوجهون نحو مقاطعات أخرى أو جنوب الحدود بحثاً عن سكن يستطيعون تحمله.
يجب الإشادة بمبادرات ميسيساغا – وكذلك بلديتي برلنغتون وفاون – لاتخاذهم خطوات جدّيه لمعالجة قضية الإسكان بدلاً من تجاهل المشكلة كما فعل الكثيرون سابقًَا.
إن أزمة الإسكان خطيرة ولا تظهر أي علامات تدل على التراجع؛ فالبدايات والمبيعات سيئة للغاية. آمل حقّا أن تكون الأعمال التي تقوم بها هذه البلديات الثلاث نموذج يُحتذى به للآخرين ليقتدوا به.
ريتشارد لايال هو رئيس مجلس الإنشاء السكني لأونتاريو (RESCON). لقد مثل صناعة البناء منذ عام 1991.
