الصين تفرض ضريبة جديدة على أرباح الاستثمارات الخارجية: كيف ستؤثر على سوق العقارات الكندية؟
الضريبة الجديدة في الصين على أرباح الاستثمارات الخارجية وما قد تعنيه لسوق العقارات الكندية
مؤخراً، قامت الصين بإدخال سياسة ضريبية جديدة تستهدف أرباح الاستثمارات الخارجية لمواطنيها الأثرياء. وفقًا لتقرير من بلومبرغ، بدأت السلطات الضريبية في المدن الكبرى بالصين بإرشاد الأفراد ذوي الثروات العالية لإجراء تقييمات ذاتية أو حضور اجتماعات لتقييم الضرائب المحتملة على الأرباح الناتجة عن استثماراتهم الأجنبية السابقة والحديثة. وقد يواجه المتأثرون بهذه السياسة ضريبة تصل إلى 20% على هذه الأرباح، بالإضافة إلى عقوبات محتملة بسبب التأخر في السداد. تأتي هذه السياسة كجزء من جهود الصين الأوسع لزيادة الإيرادات المالية وسط تراجع مبيعات الأراضي والضغوط الاقتصادية المحلية.
بالنسبة لكندا، التي شهدت اهتمامًا كبيرًا بالعقارات من قبل المستثمرين الصينيين خلال العقد الماضي، قد يكون لهذا التغيير في السياسة تداعيات خاصة في مدن مثل فانكوفر وأجزاء من منطقة تورونتو الكبرى.
التأثير المحتمل على سوق العقارات الكندية
لقد كان سوق المنازل المنفصلة في فانكوفر – وخاصة المناطق ذات التكلفة العالية مثل فانكوفر ويست والغرب – نقطة جذب رئيسية للاستثمار الصيني سابقاً. وفقًا لتقرير صادر عن Edge Realty Analytics في أكتوبر 2024، وصلت القوائم الأخيرة لهذه المناطق إلى أعلى مستوى لها منذ سبع سنوات في سبتمبر الماضي، رغم أنها لا تزال أقل بكثير من المستويات التي تم تسجيلها بين عامي 2012 و2017 عندما كانت الاستثمارات الصينية عند ذروتها. يشير التقرير إلى أن أي تأثير ناتج عن هذه السياسة الجديدة قد يظهر بوضوح في أرقام القوائم والمبيعات لفانكوفر ويست إذا بدأ المستثمرون الصينيون بتقليل عمليات الشراء الجديدة أو حتى بيع بعض الأصول.
كما أن هذا التحول السياسي يأتي بعد إجراءات سابقة للرقابة على رأس المال التي اتخذتها الصين عام 2017، والتي كانت بداية ركود نمو الأسعار في فانكوفر ومناطق مثل ماركهام وريتشوند هيل ضمن منطقة تورونتو الكبرى. أشار تقرير Edge Realty إلى مثال واحد حيث تم بيع عقار بفانكوفر ويست عام 2013 بمبلغ 5.3 مليون دولار ثم بيعت مرة أخرى هذا سبتمبر بمبلغ 5.45 مليون دولار فقط مما يغطي رسوم المعاملات ويشير إلى نمو أسعار خافتة بالمناطق التي كانت مدفوعة سابقاً برأس المال الخارجي.
السياق الأوسع للاستثمار الخارجي في كندا
بينما يمكن أن تدفع الضريبة الجديدة للصين المستثمرين الصينيين لإعادة النظر بشأن الاحتفاظ بالأصول الكندية، إلا أن إجمالي الاستثمار المباشر الأجنبي (FDI) في العقارات الكندية لا يزال مرتفعاً بشكل ملحوظ. تشير البيانات من CEIC إلى أن الاستثمار المباشر الأجنبي (FDI) لكندا بلغ رقماً قياسياً قدره 42.8 مليار دولار كندي لعام 2023، بزيادة عن 39.2 مليار دولار كندي لعام 2022. تعكس هذه الاتجاهات استمرار الاهتمام بالعقارات الكندية من مصادر متنوعة.
ومع ذلك، فإن تقليص رأس المال الصيني قد يؤثر على الطلب ببعض المناطق البارزة؛ حيث تقدم سياسة الضرائب الجديدة للصين حول أرباح الاستثمارات الخارجية عامل جديد لسوق العقارات الكندية وخاصةً الأسواق الرئيسية مثل فانكوفر وأجزاء من منطقة تورونتو الكبرى.
في الختام، يبدو أن التغييرات السياسية والاقتصادية العالمية تؤثر بشكل متزايد على أسواق العقارات المحلية وتوجهاتها المستقبلية؛ لذا يجب مراقبة التطورات بعناية لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة ومبنية على بيانات دقيقة وتحليلات شاملة.