اتجاهات سوق الإسكان: كيف تبني ثروتك العقارية في كندا؟

اتجاهات سوق الإسكان: زيادة المعروض من الوحدات الإيجارية مع تباطؤ البناء
تشير البيانات الأخيرة حول بناء المساكن إلى وجود عدة اتجاهات قد تؤثر على ديناميات سوق العقارات. يبدو أن وتيرة البناء بشكل عام تتباطأ، حيث شهدت بدايات المشاريع السكنية العامة والشقق انخفاضًا سنويًا، لكن المشاريع التي تركز على الإيجار تشهد ازدهارًا ملحوظًا، حيث أصبحت تشكل حصة قياسية من بدايات الوحدات الجديدة.
على الصعيد الوطني، انخفضت بدايات الإسكان بنسبة 4.3% شهريًا في يناير، لتصل إلى رقم سنوي قدره 229,000 وحدة. ومع ذلك، كان الانخفاض أكثر وضوحاً عند النظر إلى الأرقام السنوية؛ إذ تراجعت إجمالي بدايات الإسكان بنسبة 19.2%، بينما شهدت الشقق انخفاضاً دراماتيكياً بلغ 52.7%، وهو أدنى مستوى لبدايات الشقق خلال أي فترة تمتد لـ12 شهرًا منذ عام 2011 وفقاً لتقرير صادر عن Edge Realty Analytics في مارس الماضي. وفي المدن الكبرى مثل تورونتو وفانكوفر، كانت التراجعات أكثر وضوحاً؛ حيث انخفضت البدايات الإجمالية في تورونتو بنسبة 68% مقارنة بالعام السابق وفي فانكوفر بنسبة 47%.
رغم هذه الانخفاضات الكبيرة في إجمالي البناء الجديد، فإن سوق الإيجارات يروي قصة مختلفة تماماً. فقد شكلت الوحدات الإيجارية الشهر الماضي حوالي 51% من جميع بدايات الوحدات الجديدة. ولم يحدث أن تجاوزت مشاريع الإيجار نصف جميع بدايات الإسكان في أي شهر خلال الـ35 عاماً الماضية وفقاً للتقرير نفسه. كما أفادت CMHC بوجود رقم قياسي يبلغ 147,000 وحدة إيجارية مخصصة قيد الإنشاء حالياً، مما يمثل حوالي 6% من المخزون الحالي للإيجارات.
قد يكون لهذا العرض العالي من وحدات الإيجار تأثيراته الخاصة على بعض الأسواق المحلية التي تأثرت بشكل خاص بهذا الاتجاه. فعلى سبيل المثال، تحتوي كندا الأطلسية على وحدات إيجارية قيد الإنشاء تعادل تقريباً نسبة 13% من المخزون الحالي للإيجارات هناك. ويأتي هذا أيضاً في وقت شهد فيه ثلاثة من بين أربعة مقاطعات أطلسية انخفاضا في عدد السكان؛ إذ سجلت نيوفاوندلاند ولابرادور انخفاضا قدره 0.1% بين الأول من أكتوبر لعام 2024 والأول من يناير لعام 2025 بينما سجل كلٌّ من جزيرة الأمير إدوارد ونوفا سكوشيا انخفاض طفيف جرى تقريبه إلى صفر.
بشكل عام ، يبدو أن المشهد الحالي لسوق الإسكان مقسم: بينما ترتفع نسبة مشاريع الإيجار ، فإن الأنواع الأخرى من المعروض الجديد تتقلص.
في النهاية ، يعكس هذا الوضع تحديًا كبيرًا للمستثمرين والمطورين الذين يحتاجون إلى إعادة تقييم استراتيجيتهم لمواجهة هذه الديناميكيات المتغيرة للسوق العقاري الكندي.