ابقَ مفتوحًا على الفرص: نصائح ملهمة من بونييت ذيلون، المولود في الهند
ابقَ مفتوحًا على الاحتمالات، تقول بونيت ديلون المولودة في الهند
انتقلت بونيت ديلون إلى كندا في عام 2020 بدافع من روح المغامرة ورغبة في استكشاف المناظر الطبيعية المتنوعة التي تتمتع بها البلاد. جاءت ديلون مع خبرة تمتد لعقد من الزمن في القطاع غير الربحي في الهند، حيث عملت مع وكالات الإغاثة العالمية مثل USAID ومؤسسة غيتس. مقيمة حاليًا في فانكوفر، تواصل العمل مع مبادرات اجتماعية تُحدث تأثيرًا ملموسًا. وهي الآن مديرة الرعاية والشراكات المجتمعية في جمعية التهاب المفاصل الكندية.
تحب ديلون استكشاف الطبيعة وتجربة العديد من الأنشطة المختلفة مثل اليوغا الهوائية والتزلج على الجليد والمشي لمسافات طويلة عبر المسارات الرائعة المنتشرة عبر كولومبيا البريطانية. كما أنها تسعى لبناء علاقات ذات مغزى لتعزيز المجتمع.
ما الذي دفعك للانتقال إلى كندا؟
انتقلت من نيودلهي إلى فانكوفر بحثًا عن فرص جديدة واحتضان نمط حياة مختلف. رغم أنني كنت أعمل في مهنة مُرضية جدًا في الهند، إلا أن رغبتي الشخصية للنمو وإعجابي بتعدد الثقافات والمناظر الخلابة لكندا كانا الدافع وراء قراري هذا. كانت جاذبية مجتمع فانكوفر النابض بالحياة وقيمه التقدمية كبيرة للغاية، مما شجعني على بدء هذه الرحلة المثيرة.
كيف كانت الأشهر الأولى لكِ في كندا؟
كانت الأشهر الأولى مزيجاً من الحماس والتحديات. بينما رسم العديد من أصدقائي هنا صورة رائعة للحياة (صورة وردية)، كانت تجربتي مختلفة حيث واجهت تعقيدات الاستقرار في بلد جديد مثل التكيف مع ثقافة مختلفة والتنقل بين أنظمة غير مألوفة وبناء شبكة دعم جديدة تماماً.
كوني قادمة من مدينة مزدحمة مثل نيودلهي، كان عليّ إعادة ضبط فهمي للحياة الحضرية والتكيف مع وتيرة الحياة الأكثر هدوءً والتركيز على الاستدامة التي تتميز بها فانكوفر. علاوة على ذلك، فإن غياب الوجوه المألوفة وراحة الصداقات القديمة زاد شعوري بالعزلة خلال عملية التكيف. وسط كل ذلك، وجدت العزاء لدى الوكالات المجتمعية مثل PICS وOptions التي قدمت لي الدعم والموارد القيمة لمساعدتي على الاستقرار.
ما هي بعض التحديات الرئيسية وكيف حاولت التعامل معها؟
كان أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها هو الشعور بعدم وجود مجتمع حولي خاصة بدون عائلة أو أصدقاء قريبين مما أثر سلباً على صحتي النفسية بشكل كبير. وكان تحديًا آخر هو التحول الذي طرأ على الديناميكيات الاجتماعية؛ إذ تميل الحياة الاجتماعية هنا إلى التخطيط أكثر مقارنة بالتفاعلات العفوية التي اعتدت عليها سابقاً.
كما كان التنقل داخل سوق الإسكان المنافس تحديًا كبيرًا أثناء بحثي عن سكن بأسعار مناسبة مقارنة بما كنت معتادة عليه في الهند. بالإضافة لذلك كان عليّ التأقلم مع المناخ الفانكوفي الذي يتميز بكثرة الأمطار وقلة أشعة الشمس.
لمواجهة هذه التحديات، احتضنت تجارب جديدة للخروج من منطقة راحتي؛ فتواصلت بنشاط مع الزملاء والجيران حتى بدأت بتكوين علاقات وصداقة ذات مغزى تدريجيًا.
كما لعب دمج المكملات الصحية والانخراط بأنشطة مثل المشي واليوغا والتأمل دوراً حاسماً للحفاظ على صحتي البدنية والنفسية بشكل جيد جداً.
رغم العقبات الموجودة أمامي إلا أنني ما زلت صامدةً وأعمل جاهدة لجعل كندا منزلي الجديد مستفيدةً بكل تجربة كمناسبة للنمو والتكيف.
حدثينا عن حياتك المهنية.
الحصول على وظيفة بنفس المجال الذي كنت فيه بالهند كان بمثابة نعمة بالنظر للتحديات التي يواجهها الكثيرون عند البحث عن عمل مناسب هنا.
لقد كانت تجربتي للعمل ضمن القطاع غير الربحي الصحي كمجمعة تبرعات مجزية للغاية حيث يقدم كل يوم فرص جديدة لإحداث تأثير ملموس.
الآن أنا مديرة للرعاية والشراكات المجتمعية لدى جمعية التهاب المفاصل الكندية. أشعر بالفخر للمساهمة بمعالجة تحدٍ صحي كبير يعاني منه ستة ملايين كندي اليوم بالإضافة للملايين الآخرين الذين يتأثرون أو هم عرضة للخطر.
إنني محظوظة للعمل جنباً إلى جنب مع مجتمعاتنا المتنوعة بما فيها المجتمع الجنوب آسيوي لرفع مستوى الوعي وجمع الأموال الضرورية للبرامج الحيوية والأبحاث المهمة.
هل تشعرين أنكِ قد استقررتِ بحياتك الجديدة؟
الاستقرار ليس مجرد مسألة وقت بل يتعلق بالشعور بالجذور والانتماء والارتباط بالمكان.
مع مرور الأيام أجد نفسي نسج تجاربي ضمن إحساس بالمنزل ومع استمرار رحلتي نحو الاستقرار أصبحت كندا جزءا مهما جداً من قصتي مقدمة لي الدفء والفرص والنمو المستمرين!
ما نصائحك للمهاجرين الآخرين؟
نصيحتي للمهاجرين الآخرين هي احتضان الرحلة بعقل وقلب مفتوحين! رغم ظهور بعض التحديات كالبحث عن مجتمع وتأمين وظيفة أو التأقلم مع المناخ الجديد إلا أن كل عقبة تمثل فرصة للنمو والاكتشاف.
ابقَ نشطًا وابحث دائمًا عن الموارد وشبكات الدعم لأنك لا تعرف أبداً ما قد تؤدي إليه الاتصالات أو التجارب غير المتوقعة لذا ابقَ مفتوح الذهن أمام الاحتمالات الجديدة!