أسرار القرار الحاسم في 4 سبتمبر 2024: ما الذي يجب أن تعرفه؟
قرارات بنك كندا: ما وراء تخفيض سعر الفائدة في 4 سبتمبر 2024
أصدر بنك كندا (BOC) ملخصًا لمناقشات المجلس الحاكم حول الوضع الاقتصادي للبلاد قبل اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة في 4 سبتمبر 2024. دعونا نستعرض معًا أبرز النقاط التي تم تناولها.
الاقتصاد الدولي
تمت مراجعة الظروف الاقتصادية العالمية، حيث أظهرت الولايات المتحدة نموًا اقتصاديًا أقوى من المتوقع، مدفوعًا بزيادة إنفاق المستهلكين. ورغم تباطؤ سوق العمل، إلا أن استهلاك الأسر ظل مرتفعًا بشكل مفاجئ، ربما بسبب انخفاض معدلات الرهن العقاري وأداء سوق الأسهم القوي. ومع ذلك، أثار انخفاض معدل الادخار مخاوف بشأن الإنفاق المستقبلي. كما استمرت معدلات التضخم في الولايات المتحدة في الانخفاض.
أما الصين، فقد كانت التوقعات الاقتصادية أقل إيجابية مع تراجع الطلب المحلي بشكل أكبر. بدا أن نمو الصادرات غير مستدام وأن الإنتاج الزائد للسلع مثل الصلب يهدد بخفض الأسعار. بشكل عام، أظهرت اقتصاد الصين علامات على تباطؤ طويل الأمد قد يؤثر على الأسواق العالمية.
الاقتصاد الكندي وتوقعات التضخم
في كندا، نما الاقتصاد بنسبة 2.1% في الربع الثاني متجاوزاً التوقعات بفضل زيادة الإنفاق الحكومي وارتفاع مؤقت في الاستثمارات التجارية خاصةً في قطاعات الطيران والنقل. ومع ذلك، انخفض الناتج المحلي الإجمالي للفرد لخمسة أرباع متتالية مما يشير إلى ضعف اقتصادي أساسي.
تباطأ إنفاق الأسر أكثر مما كان متوقعاً حيث نما الاستهلاك العام بنسبة 0.6% فقط وانخفض الاستهلاك الفردي بنسبة 2.4%. كما تراجعت الاستثمارات السكنية وخاصةً في التجديدات والبناء الجديد؛ حيث افترض المجلس الحاكم أن الأسر قد تكون تأجلت عن القيام بمشتريات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وبدلاً من ذلك تقوم بالادخار لسداد دفعات الرهن العقاري المستقبلية.
كما شهد سوق العمل ضعفاً مع ارتفاع معدل البطالة خاصة بين الشباب والمهاجرين الجدد إلى كندا؛ بينما لا تزال الأجور تنمو أسرع من الإنتاجية ولكن من المتوقع أن يتباطأ هذا النمو مع برودة سوق العمل.
المخاطر المتعلقة بالتضخم والنمو الاقتصادي
ناقش المجلس الحاكم العوامل المؤثرة على التضخم؛ فمن جهة بدأت تضخميات أسعار المساكن تتباطأ ولم يتعافى السوق العقاري بالسرعة المتوقعة ولكن هناك احتمال بأن يعود السوق بسرعة أكبر مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار والتضخم فيهما مجددًا.
من جهة أخرى كان هناك فائض عرض داخل الاقتصاد – يظهر من خلال ضعف إنفاق الأسر والاستثمار السكني – مما يضغط نحو خفض التضخم أيضًا؛ وقد زادت مخاوف المجلس بشأن إمكانية تقليل الشركات للتوظيف إذا استمر الطلب ضعيفاً وهو ما يمكن أن يؤثر سلبياً على النشاط الاقتصادي والتضخم كذلك.
اعتبارات السياسة النقدية
وزن المجلس هذه المخاطر وناقش السيناريوهات المحتملة؛ فإذا انتعشت الأنشطة الاقتصادية بنهاية عام 2024 وبداية عام 2025 وخاصةً في السوق العقارية فقد يرتفع التضخم مرة أخرى وفي هذه الحالة سيكون من الضروري إبطاء وتيرة تخفيض أسعار الفائدة لتجنب overheating للاقتصاد لكن إذا استمر ضعف الاقتصاد وسوق العمل فإن البنك قد يحتاج لتقليل أسعار الفائدة بسرعة أكبر لتحفيز النمو.
اتفقت اللجنة على ضرورة ضمان تحرك التضخم نحو هدف الـ2%. ورغم تراجع معدلات التضinflation إلا أنهم أدركوا الحاجة للحذر ضد أي ضعف اقتصادي محتمل يمكن أن يدفع بالتضinflation نحو مستويات منخفضة جداً.
القرار السياسي
نظرًا للتراجع العام الذي شهدته ضغوط التضinflation قرر المجلس الحاكم خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى نسبة الـ4.25%. كما ناقشوا احتمالية المزيد من التخفيضات إذا استمرت الضغوط الانكماشية لكنهم أكدوا أنه سيتم اتخاذ القرارات المستقبلية بناءً على البيانات الواردة لكل اجتماعٍ على حدة.
واتفق المجلس أيضًا على مواصلة تطبيع ميزانية البنك عبر السماح للسندات المستحقة بالتخلص منها مما يعزز سياسة نقدية مشددة خلف الكواليس.
بهذا الشكل نكون قد قدمنا نظرة شاملة حول قرار بنك كندا الأخير وتأثيراته المحتملة سواء محلياً أو دولياً!