كيف يمكن للتبرع بالطعام في موسم الأعياد أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأسر المحتاجة؟
كيف يمكن أن تساعد التبرعات الغذائية في موسم الأعياد الأسر المحتاجة؟
تُظهر فترة الأعياد عادةً أفضل ما في الكنديين، حيث يساهم الكثيرون في مجتمعاتهم من خلال التبرع بالطعام، والعمل التطوعي، وجهود جمع التبرعات. ومع ذلك، فإن هذه الفترة تُبرز أيضًا تحديات متزايدة تتعلق بعدم الأمن الغذائي لآلاف الأسر عبر البلاد.
في مدن مثل برامبتون وميسيساجا وغيرها من المدن الكندية، تسجل بنوك الطعام زيادة غير مسبوقة في الطلب، خاصة خلال العطلات عندما تكافح الأسر لتلبية احتياجاتها الأساسية. تشير الإحصائيات إلى أن 1 من كل 13 شخصًا في ميسيساجا يعتمد الآن على بنوك الطعام مقارنة بـ 1 من كل 37 قبل خمس سنوات فقط. وقد أدى هذا الارتفاع الحاد إلى زيادة بنسبة 55% في توزيع المواد الغذائية، مع كون الأطفال يمثلون ثلث المتأثرين.
قال أكاش سيدو، مؤسس منظمة “Generation No Limit” ومنظم حملة “Stuff-A-Bus Food Drive” السنوية: ”تواجه العديد من الأسر ضغوطًا متزايدة مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة”. وأضاف: “بالنسبة للبعض، أصبح توفير الطعام لأسرهم تحديًا كبيرًا خاصة خلال العطلات عندما تضيف النفقات مثل الهدايا والوجبات الإضافية مزيدًا من الضغط”.
في مبادرة سيدو التي أُقيمت يوم 16 نوفمبر الماضي في عدة متاجر ببرامبتون، تم تخفيف بعض هذه الضغوط. بمساعدة مئات المتطوعين والمتبرعين السخيين، تجاوز الحدث هدفه بجمع أكثر من 5000 رطل من الطعام للأسر المحلية. وقد حققت حملة هذا العام رقمًا قياسيًا جديدًا بفضل الدعم الكبير الذي قدمته مجتمع برامبتون.
قال سيدو: “استطعنا ملء حافلة مدرسية كاملة بأكثر من 5000 رطل من الطعام خلال ست ساعات فقط”. وتابع: “كان الحضور مذهلاً ومن الرائع رؤية كيف يتحد مجتمعنا لدعم المحتاجين”.
كانت حملة جمع الطعام مثالاً واحداً على كيفية تضافر الجهود المجتمعية لمواجهة مشكلة عدم الأمن الغذائي. وفقاً لتقرير HungerCount لعام 2024 الصادر عن بنوك الطعام الكندية، يعتمد أكثر من 1.5 مليون كندي شهرياً على بنوك الطعام بما فيها حوالي نصف مليون طفل.
في ميسيساجا ، أعلنت بلدية المدينة مؤخرًا أن عدم الأمن الغذائي حالة طوارئ تعكس الحاجة الملحة للعمل. قالت عمدة ميسيساجا بوني كرومبي: “لقد أثر عدم الأمن الغذائي على عدد كبير جدًا من السكان لفترة طويلة جدًا”. وأضافت: “يجب أن تكون العطلات وقت فرح ولكن بالنسبة للكثيرين هي وقت صراع”.
بينما تعمل بنوك الطعام على تلبية الطلب المتزايد إلا أنها تواجه تحديات كبيرة؛ فقد شهد بنك طعام ميسيساجا الذي يخدم أكثر من 56,000 فرد زيادة بنسبة تصل إلى80% في الطلبات خلال العام الماضي وحده.
قال جون فارارو المدير التنفيذي لبنك طعام ميسيساجا: “نعلم أن الطلب سيستمر بالارتفاع خاصة مع اقتراب العطلات”. وأكد أنه “ستحتاج الأسر التي تعاني بالفعل إلى مساعدة إضافية سواء لوضع طعام على الطاولة لوجبة عطلة أو للتغلب على أشهر الشتاء”.
لمن يرغب بالمساعدة ، يُعتبر التبرع بالطعام أحد أسهل الطرق لإحداث فرق حقيقي. تعتبر حملات جمع المواد الغذائية المحلية مثل حدث “Stuff-A-Bus” ضرورية لجمع المواد الغذائية غير القابلة للتلف والضروريات الأخرى مثل مستحضرات النظافة ومواد التنظيف ومنتجات الصحة الشخصية.
قال سيدو: “كل تبرع مهما كان صغيراً أو كبيراً يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً في حياة شخص ما”. وأوضح أنه يتعلق الأمر بأكثر بكثير مما هو مجرد تقديم للطعام – إنه يتعلق بتقديم الأمل لأولئك الذين يحتاجونه بشدة.
بينما الحاجة للتبرعات الغذائية ملحة ، فإن موسم الأعياد يُذكرنا أيضًا بأهمية المجتمع والعمل الجماعي؛ فمع استمرار ارتفاع معدلات عدم الأمن الغذائي عبر البلاد ، تساعد جهود كهذه الناس للالتقاء ودعم بعضهم البعض وضمان قلة عدد الأسر التي تعاني الجوع هذا الموسم.
يمكن للراغبين بدعم بنوكهم المحلية زيارة مواقع إلكترونية مثل بنوك غذاء ميسي ساغا للتبرع أو العثور على حملات جمع قريبة منهم. ومن خلال أعمال بسيطة للكرم يمكن للكنديين المساهمة لجعل موسم الأعياد أكثر إشراقًا لأولئك الذين هم بحاجة إليه.