كندا تشهد نموًا قياسيًا في إمدادات الإيجارات
في عام 2024، شهد سوق الإيجارات المبنية خصيصًا في كندا أعلى معدل نمو سنوي للإمدادات خلال أكثر من ثلاثة عقود. حيث نما القطاع بنسبة 4.1%، مما يعكس الجهود المبذولة للاستجابة للطلب المستمر على الإسكان المؤجر في جميع أنحاء البلاد.
المساهمون الرئيسيون: مونتريال وكالغاري يتفوقان على المتوسطات
وفقًا لأحدث تقرير عن سوق الإيجارات من CMHC لفصل الخريف 2024، الذي صدر في ديسمبر، لعبت مدينتا مونتريال وكالغاري دورًا مركزيًا في هذا الارتفاع، حيث قدمتا وحدات أكثر من المعايير التاريخية. أضافت مونتريال أكثر من 14,000 وحدة إيجارية جديدة، متجاوزة متوسطها بنسبة 34%، بينما قدمت كالغاري ما يقرب من 7,000 وحدة بزيادة قدرها 165% عن مستوياتها المعتادة. كانت كلتا المدينتين تستجيبان لطلب قوي ناتج عن النمو السكاني والهجرة وتغير تفضيلات السكن.
على الرغم من هذه الزيادات، فإن الغالبية العظمى من الوحدات الجديدة كانت تتكون من وحدات مرتفعة الأسعار تستهدف بشكل أساسي الأسر ذات الدخل المرتفع. وغالباً ما تضمنت هذه الوحدات تشطيبات محدثة ووسائل راحة حديثة مما جعلها أقل وصولاً للمستأجرين الذين يحتاجون إلى خيارات سكنية بأسعار معقولة.
مناطق حضرية أخرى
شهدت تورنتو أدنى معدل لنمو الإيجارات بين المناطق الحضرية الكبرى في عام 2024 عند نسبة 2.7%، انخفاضاً عن نسبة 8.8% في عام 2023 بسبب ارتفاع معدلات الشغور وانخفاض دوران المستأجرين. وقد أولى الملاك الأولوية للاحتفاظ بالمستأجرين وسط زيادة العرض الإيجاري.
في فانكوفر، تباطأ نمو إمدادات الإيجار مقارنة بالسنوات الأخيرة ولكنه ظل فوق المعدلات التاريخية. ومع ذلك استمر الطلب العالي مما منع تباطؤ نمو الإيجار كما حدث في تورنتو.
شهد هاليفاكس تخفيفا كبيرا في سوق إيجاره بسبب النمو القوي للإمدادات وبطء الزيادة السكانية؛ مما أدى إلى ارتفاع معدل الشغور إلى نسبة 2.1% وانخفاض حاد لنمو الإيجار إلى نسبة 3.8% بعد أن كان قد بلغ %11 العام الماضي.
بينما شهدت أوتاوا وإدمونتون تسارع طفيف لنمو أسعار الإيجار خلال عام 2024 نتيجة لارتفاع أسعار الايجارات عند تغيير المستأجرين وللشقق الجديدة التي دخلت السوق مؤخرًا.
معدلات الشغور ترتفع ولكن ظروف السوق لا تزال ضيقة
ارتفعت المعدل الوطني للشغور إلى نسبة %2.2 لعام 2024 مقارنة بـ %1.5 لعام السابق؛ مما يعكس تأثير العرض الجديد المضاف للسوق . وعلى الرغم من هذه الزيادة إلا أن المعدل لا يزال أقل بقليل عن متوسط السنوات العشر الماضية البالغ %2.7 ، مما يبرز استمرار الضيق الموجود بالسوق .
أما بالنسبة لإيصالات الشقق السكنية التي تمثل حصة كبيرة داخل السوق الحضري فقد شهدت القليل جداً من التغيير بمعدلات شغورها المنخفضة بالفعل والتي بقيت عند مستوى %0 .9 عبر سبعة عشر منطقة حضرية .
تشير هذه الأرقام إلى التحديات المستمرة لتلبية الطلب على التأجير وخاصة فيما يتعلق بخيارات الإسكان الأكثر ملاءمة للأسعار .
وحدات جديدة تعالج نقص العرض ولكن ليس القدرة على تحمل التكاليف
بينما وفرت زيادة المخزون التأجيري بعض الراحة للأسواق تحت الضغط ، فإن تركيزه على الشرائح ذات الأسعار المرتفعة يحدّ بشكل كبير تأثيره الأوسع . العديد من التطورات الجديدة كانت موجهة للأسر ذات الدخل المرتفع ، تاركةً قضايا القدرة على تحمل التكاليف دون حل كبير بالنسبة للمستأجرين ذوي الدخل المتوسط والمنخفض .
بشكل عام ، يُعتبر هذا الارتفاع التاريخي للإمداد تطوراً ملحوظاً لسوق الإسكان المؤجر الكندي ، لكن لا تزال هناك تحديات قائمة تتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف وتلبية الطلب بشكل كافٍ للأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
