السكن

قوة العمل الكندية: تأثير تقاعد جيل الطفرة السكانية على الاقتصاد!

سوق العمل الكندي: تقاعد ⁤جيل‌ الطفرة السكانية

شهد سوق العمل الكندي تغييرات كبيرة نتيجة لتقاعد جيل​ الطفرة السكانية، الذي بدأ في عام 2011. أصدرت هيئة الإحصاء الكندية دراسة بعنوان “قوة العمل الكندية:​ ماذا سيحدث بعد تقاعد جيل الطفرة السكانية؟” في 6 ⁤أغسطس 2024.⁢ تستكشف هذه‌ الدراسة مستقبل قوة العمل الكندية حتى عام 2041 مع انتقال جيل الطفرة إلى التقاعد، ​وتحلل ‌سيناريوهات مختلفة ‍لتقييم تأثير مستويات الهجرة المختلفة ومعدلات المشاركة حسب الفئة العمرية على سوق العمل.

استندت‌ التوقعات‌ إلى ‌خطة مستويات الهجرة للفترة من 2024 إلى 2026 التي وضعتها وزارة الهجرة واللاجئين ⁢والمواطنة ⁢(IRCC) في‍ نوفمبر 2023، بالإضافة إلى التغيرات ‍الديموغرافية⁣ الأخيرة بما في ذلك ⁢تأثيرات COVID-19 وزيادة عدد المهاجرين الدائمين ‌والمؤقتين إلى ⁤كندا في‍ عامي‍ 2022 و2023.

أدى اتجاه تقاعد جيل الطفرة السكانية​ إلى انخفاض ⁤ملحوظ في معدل المشاركة في سوق العمل، حيث انخفض هذا المعدل ليصل إلى أدنى مستوى له خلال عشرين عامًا بنسبة بلغت 65% ⁢في‌ عام 2023. ومع ذلك، تتوقع الدراسة أن تستمر قوة ⁢العمل بالنمو خلال العقدين القادمين⁤ جزئيًا بفضل الهجرة وربما بسبب ارتفاع معدلات المشاركة بين⁤ العمال الأكبر‍ سنًا.

النتائج الرئيسية⁤ والتوقعات

استمرار نمو قوة العمل

على الرغم من تقاعد جيل الطفرة السكانية، يُتوقع أن تنمو قوة عمل كندا بفضل⁣ مستويات عالية من الهجرة.‍ شهدت كندا أرقامًا قياسية من المهاجرين خلال عامي 2022 ‌و2023، حيث وصل‍ عددهم لأكثر ‍من 468,000 ‌مهاجر خلال⁤ سنة واحدة فقط. وفقًا لسيناريو “المرجع” للدراسة الذي ‌يفترض دخول حوالي نصف مليون⁢ مهاجر دائم سنويًا ونسبة ثابتة من المقيمين غير ‍الدائمين، يُتوقع أن تنمو قوة العمل من حوالي 21.7 مليون شخص في عام 2023 إلى نحو 26.8 مليون بحلول عام ⁤2041.

تشير السيناريوهات ⁤المختلفة للهجرة أيضًا إلى التأثير الكبير للهجرة على حجم القوة العاملة؛ فعلى سبيل المثال إذا استقبلت كندا ⁤نحو750,000 مهاجر سنويًا، قد تصل القوة العاملة لـ29.5 مليون بحلول عام2041. ⁢بينما إذا توقفت الهجرة ‌تماماً⁢ فقد ينخفض حجم القوة العاملة قليلاً ليصل لنحو20.5 مليون بحلول نفس العام وهو نفس المستوى المسجل⁣ لعام2019.

استقرار معدل مشاركة القوى العاملة

معدل مشاركة القوى العاملة بشكلٍ إجمالي شهد تراجعاً منذ أوائل الألفينات بسبب تقاعد الجيل السابق؛ ومن المتوقع أن يستمر هذا الانخفاض حتى2030 عندما يصل ⁣آخر ⁤أفراد الجيل للسن القانونية للتقاعد (65 عامًا). بعد ‌هذه النقطة يُرجح أن‍ يستقر المعدل حول64.6% بحلول2041.

مشاركة العمال الأكبر سناً

يمكن لمعدلات‌ مشاركة العمال الأكبر سناً أن تؤثر بشكل كبير على إجمالي القوى العاملة؛ فإذا ارتفعت⁤ معدلات المشاركة لتصل لمستويات مشابهة لما هو موجود باليابان حيث يكون كبار ⁣السن أكثر نشاطاً ، قد يصل معدل المشاركة الكندي ⁤لـ69.7% بحلول2041 ‌مما يبرز أهمية السياسات التي تشجع كبار السن على البقاء ضمن سوق العمل.

نسبة العمال الذين تتراوح⁢ أعمارهم بين55 وما فوق زادت بشكل ملحوظ⁢ إذ تضاعفت تقريباً منذ2001 عندما كانت10,9%⁢ وصولا لـ22,4%في2019 . ومن المتوقع أن ​تستقر هذه النسبة مع استمرار تقاعد الجيل السابق بحيث تبقى نسبة العمال الأكبر سناً حول22-23%بحلول2041 .

الاختلافات الإقليمية‌

ستختلف اتجاهات سوق العمل بشكل كبير عبر المقاطعات والأقاليم الكندية؛ ⁢بينما يتوقع نمو السوق الوطني ، قد تشهد بعض‍ المناطق وخاصةً⁢ الأطلسية انخفاضا ملحوظا ⁣. فعلى سبيل المثال ، ⁢يمكن لجزيرة نيوفاوندلاند ولابرادور⁤ رؤية انخفاض بنسبة20,2 %في قوتها العمالية بحلول2041 . بالمقابل ، فإن المقاطعات ذات السكان الأصغر ومستويات هجرة أعلى مثل⁢ أونتاريو وألبرتا متوقعة للحفاظ أو زيادة معدلات مشاركتها .

التحديات والآثار

يشكل تقاعد الجيل السابق تحديات خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على معدل مستقر للمشاركة بالقوى العاملة ؛ وقد يستمر هذا المعدل بالتراجع لفترة ‍قصيرة ⁤ولكن زيادة نسبة المشاركين بين كبار⁤ السن يمكنه تخفيف حدة هذا ⁤الانخفاض .

حجم القوى العاملة يؤثر مباشرةً على إمكانيات النمو الاقتصادي لكندا ‍؛ ⁤فوجود قوى عمل ‌أصغر قد يؤدي ⁤لنقص بالعمال مما يحدّ بدوره النمو الاقتصادي ما لم يتم ⁢تعويضه بزيادة الإنتاجية أو ساعات عمل أطول .

إن عملية ‍تقاعد الجيل السابق تعيد تشكيل ملامح سوق الشغل بكندا مما يؤدي لانخفاض بمعدل المشاركة وشيخوخة القوى العاملـة . ⁢ومع ذلك وبفضل الاستمرار بالهجرة وزيادة محتملة بمشاركة كبار السن يتوقع لسوق الشغل بأن ​ينمو⁢ حتى2041 ‍. ستختلف التركيبة المستقبلية⁣ وحجم ⁣السوق بحسب المنطقة مع مواجهة بعض المناطق تحديات ‌أكبر مقارنة بأخرى .

يمكن الاطلاع على الورقة كاملة عبر موقع

ماريا عبد الرحمان

مرحبًا! أنا ماريا عبد الرحمان، كاتبة محتوى ومتخصصة في الشؤون الثقافية والاجتماعية. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وأنا متحمسة لنقل المعرفة ومشاركة القصص والأخبار التي تهم القراء العرب في جميع أنحاء العالم. أعشق الكتابة والإبداع، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى غني ومفيد يلبي اهتمامات جمهورنا. من خلال عملي في Arabic-Canada.com (كندا بالعربي)، أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة، والتعليم، والثقافة، والحياة اليومية في كندا، وتقديم النصائح والمعلومات التي تساعد القادمين الجدد على الاندماج بسهولة والنجاح في حياتهم الجديدة. تابعوا مقالاتي للحصول على رؤى عميقة ونصائح قيمة حول الحياة في كندا وكل ما يتعلق بالمجتمع الكندي. إذا كان لديكم أي استفسارات أو مواضيع ترغبون في أن أتحدث عنها، فلا تترددوا في التواصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى