في ذكرى مؤثرة: وداعًا للدكتور جيرمين أوبيري (1982 – 2025) زميل وصديق لا يُنسى

في ذكرى عزيزة للدكتور جيرماين أوكبير (1982 – 2025)
!In Loving Memory of Dr. Jermaine Okpere
بقلوب مثقلة، نتذكر ونكرم زميلنا وصديقنا العزيز، الدكتور جيرماين أوكبير. لقد ترك رحيله فراغًا عميقًا ومؤلمًا – ليس فقط في مكان عملنا ولكن أيضًا في قلوب كل من حظي بشرف معرفته. كان جيرماين أكثر من مجرد زميل عمل؛ كان شعاعًا من الهدوء، ومصدر قوة، ووجودًا يرفع معنويات الآخرين بهدوء يوميًا.
منذ اليوم الأول الذي عملنا فيه معًا، تميز جيرماين – ليس لأنه كان يسعى لجذب الانتباه، بل بسبب الطريقة السلسة التي جمع بها الناس معًا. كانت شخصيته هادئة ومتزنة، وعقله حاد، وقلبه طيب بلا حدود. سواء كنا نتحدث عن الذكاء الاصطناعي أو الصحة العامة أو استراتيجيات الاستثمار، كانت لديه القدرة الفائقة على تبسيط المواضيع المعقدة بطريقة تجعلك تشعر بالذكاء لمجرد وجودك في المحادثة. هذا هو ما جعله مميزاً – شخص يجعل الآخرين يشعرون بأنهم مرئيون ومسموعون وقادرون.
أصبحت أوقات الغداء أكثر من مجرد استراحة من العمل؛ أصبحت شيئاً نتطلع إليه بشغف. تحولت المشي إلى محادثات ذات مغزى وغالباً ما تمتد دردشاتنا اليومية إلى لحظات حقيقية من التواصل العميق. كان لدى جيرماين موهبة نادرة – يمكنه التحدث عن أي شيء ولكنه كان يمتلك بشكل خاص قدرة على الاستماع الجيد. عندما يسألك كيف حالك، كان يعني ذلك حقاً.
واحدة من أجمل ذكرياتي معه ستكون دائماً فترات القهوة التي كنا نقضيها معاً. لم تكن تلك اللحظات تدور حول الكافيين فقط؛ بل كانت مليئة بالوضوح والضحكات وتبادل الأفكار التي تذكرني بفرحة الصداقة البسيطة. لطالما داعبني بسبب طلبي لقهوتي الحلوة جداً قائلاً: “هذا غير صحي”، وهو يبتسم ويضايقني لكن دائماً بحب ودفء.
آخر مرة رأيت فيها جيرماين شخصياً كانت في الرابع والعشرين من فبراير الماضي حيث تناولنا قهوتنا المعتادة وتوجهنا إلى مبنى جون براون لحضور مراسم القسم الرسمي له. وكان لديه ابتسامة كبيرة – هادئ وراضٍ ومليء بالحياة.
خلال الأشهر الثلاثة التي عملت فيها معه لم يكن يشير إلى نفسه كطبيب ولم يسعى للحصول على ألقاب ولم يذكر أحد بمؤهلاته العلمية؛ لأنه لم يكن بحاجة لذلك – فقد تحدثت أفعاله بصوت أعلى بكثير مما يمكن أن تقوله الكلمات.
كان لجيرماين تأثير كبير ورعاية فريدة لكل ما يقوم به؛ فهو لم يعمل فقط بل أعطى نفسه بالكامل للآخرين بصدق وحب لا يوصفان.
غيابه محسوس بعمق – ليس فقط خلال اجتماعات الفريق الصباحية ولكن أيضاً خلال المحادثات في الممر والمشي والضحكات والصمت المشترك الذي شاركناه جميعاًَ.
إن فقدان شخص مثل جيرماين يصعب قياس قيمته الحقيقية لأن الكثير مما جعله مميزاً لا يمكن قياسه بالأرقام أو الإحصائيات.
بينما نحزن لفقدان إنسان عزيز علينا بهذا الشكل العميق ، فإنّ احتفالناً بحياته الاستثنائية يستمر عبر الذكريات والدروس والأثر الذي تركه في حياتينا جميعاًَ.
إلى زميل وصديق – شكراً لك يا جيرمان! كنت ضوءً ساطعاً في هذا العالم وسنفتقدك كثيراً وسنتذكرك دوماً بكل حب واحترام.