قصص

العودة إلى الوطن: تجربة مثيرة لامرأة صينية-كندية تروي قصصها المذهلة

العودة ⁣إلى الوطن: تجارب صينية-كندية

الصيف هو موسم الذروة للسفر. يستغل الكثير​ من الناس الفرصة عندما تكون المدارس مغلقة ليقوموا برحلة إلى وطنهم. لا يمكنني أن أنسى شعوري عندما عدت إلى مسقط⁤ رأسي، بكين.

كانت أول مرة أعود فيها في⁤ يناير 1995. بينما كانت طائرتي تهبط، رأيت ملايين الأضواء تتلألأ كالألماس المتناثر على أرض شعبي. قلت لنفسي بسعادة: “أنا في المنزل”.

استقبلني عائلتي بالأزهار في المطار، وكانوا ⁣نفس الأشخاص الذين ودعوني قبل ​خمس سنوات. أدركت أنه سيكون هناك دائمًا⁣ رابط ‌قوي بيننا.

في المنزل، كنت​ مدللة للغاية.⁤ كانت أختي وزوجة أخي يعتنين بشعري، وكانت والدتي وحماتي تطبخان الأطعمة المحلية التي كنت أفتقدها بشدة.⁣ كان من الرائع أن أشعر بالاهتمام والحب.

لأول مرة⁤ منذ سنوات، ‍جلست مع عائلتي​ لتناول الزلابية المغلية في ليلة رأس السنة الصينية. كان ​الأمر يشبه تناول الديك الرومي في كندا خلال⁢ عيد الميلاد. لقد عبرت المحيط الهادئ من أجل⁣ هذه اللحظات الجميلة والقرب والفرح.

لقد تغيرت بكين بشكل هائل منذ آخر زيارة لي. ما أسعدني أكثر​ لم يكن المتاجر العصرية بل الفوانيس الحمراء المعلقة على أسطح المنازل التقليدية في الأزقة؛ فقد⁢ أعادت إلي ذكريات طفولتي.

بعد ثلاثة عشر عامًا، وفي صيف 2008، سافرت مع ابنتي البالغة من العمر سبع سنوات إلى بكين التي‌ كانت تستضيف الألعاب الأولمبية ⁤الصيفية. قيل لي كثيرًا ⁤إن هناك تغييرات ضخمة لكنني لم أكن مستعدة للتحول الدراماتيكي الذي شهدته؛ فقد تم‍ بناء العديد من الطرق والمباني الجديدة ووسائل النقل العامة أصبحت ‌حديثة ومكيفة الهواء! حتى الحافلات ذات⁤ الطابقين كانت ‍موجودة!

بدت كل شيء قد تغير باستثناء⁣ زقزوق الصراصير وصوت صفارة القطار وسط الليل؛ شعرت‌ وكأنني غريبة في وطني! لحسن حظي كان هناك جيش من المتطوعين يساعدون الناس على الشوارع وبفضلهم وجدت طريقي.

في ربيع 2010 عدت إلى بكين بقلب مثقل لأن والدي ⁣كان مريضًا بالمستشفى ولكن عند وصولي كان الوقت قد فات بالفعل؛ وما زلت اعتبر تلك الليلة الأكثر ظلمة ورعبًا وحزنًا في حياتي. بعد ​خمس سنوات عدت ‌لحضور جنازة والدتي التي توفيت بسلام أثناء نومها.

على الرغم من أن‌ كندا تعتبر منزلي الآن وقد مضى وقت ​طويل منذ مغادرتي للصين إلا أن الروابط العاطفية لوطني⁢ وشعبي لا تزال قوية وغير قابلة للكسر؛ إنها تشعر وكأنها الشيء الأكثر طبيعيةً في العالم بالنسبة⁢ لي.


هذا​ المقال ​يعكس ‌تجربة شخصية مؤثرة تعكس مشاعر الانتماء والتغيرات الثقافية والاجتماعية ⁢التي يمكن أن ⁤تحدث عند العودة للوطن بعد فترة طويلة من الغياب.

ماريا عبد الرحمان

مرحبًا! أنا ماريا عبد الرحمان، كاتبة محتوى ومتخصصة في الشؤون الثقافية والاجتماعية. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وأنا متحمسة لنقل المعرفة ومشاركة القصص والأخبار التي تهم القراء العرب في جميع أنحاء العالم. أعشق الكتابة والإبداع، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى غني ومفيد يلبي اهتمامات جمهورنا. من خلال عملي في Arabic-Canada.com (كندا بالعربي)، أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة، والتعليم، والثقافة، والحياة اليومية في كندا، وتقديم النصائح والمعلومات التي تساعد القادمين الجدد على الاندماج بسهولة والنجاح في حياتهم الجديدة. تابعوا مقالاتي للحصول على رؤى عميقة ونصائح قيمة حول الحياة في كندا وكل ما يتعلق بالمجتمع الكندي. إذا كان لديكم أي استفسارات أو مواضيع ترغبون في أن أتحدث عنها، فلا تترددوا في التواصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى