استكشاف سوق العمل في كندا: كيف يؤثر على ثروتك العقارية!

سوق العمل الكندي: تحولات رئيسية وتطورات خلال شتاء 2024-2025
شهد سوق العمل الكندي تغييرات ملحوظة في الأشهر القليلة الماضية، حيث تأثرت هذه التغيرات بتباطؤ النشاط الاقتصادي وزيادة الاعتماد على القطاع العام وتراجع نمو الأجور. ورغم استمرار خلق الوظائف، فإن الاتجاهات الأساسية وراء هذه المكاسب تثير القلق.
نمو الوظائف والفجوات القطاعية
تشير التقارير من “إيدج ريلتي أناليتيكس” إلى أن التركيبة الجديدة للوظائف تميل بشكل كبير نحو القطاع العام والعمال الأكبر سناً. ففي نوفمبر 2024، ارتفع عدد الوظائف بمقدار 51,000 وظيفة مقارنة بالشهر السابق وفقًا لاستطلاع قوة العمل (LFS)، لكن 80% من هذه الوظائف كانت في القطاع العام. وبالمثل، شهد ديسمبر 2024 أقوى نمو للوظائف في كندا منذ عامين بإضافة 91,000 وظيفة جديدة، ولكن كان هناك 40,000 منها في القطاع العام وثلثا المكاسب كانت بين العمال الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا.
أظهر استطلاع قوة العمل لشهر يناير 2025 زيادة قوية أخرى بلغت 76,000 وظيفة مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى شهرين متتاليين من المكاسب الكبيرة.
معدلات البطالة
في نوفمبر 2024، ارتفعت نسبة البطالة بمقدار 0.3 نقطة مئوية لتصل إلى 6.8%، وهو أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات (أو ثماني سنوات إذا استبعدنا التشوهات المتعلقة بالجائحة). بحلول يناير 2025، انخفض معدل البطالة قليلاً إلى نسبة قدرها 6.6% ولكن الفجوات الإقليمية كانت واضحة جداً؛ حيث سجلت تورونتو وفانكوفر أعلى معدلات بطالة غير مرتبطة بالجائحة منذ أكثر من عقد.
علاوة على ذلك، زادت البطالة طويلة الأمد؛ إذ تضاعف عدد العمال العاطلين عن العمل لمدة ستة أشهر أو أكثر مقارنة بالربع الثالث من عام 2024 ووصل عدد العاطلين عن العمل لمدة عام كامل إلى مستويات لم تُرَ إلا خلال فترات الركود.
تباطؤ نمو الأجور
بعد فترة من الزيادات القوية في الأجور، تباطأ النمو بشكل ملحوظ. ففي نوفمبر لعام نفسه انخفض معدل النمو السنوي للأجور للعاملين الدائمين إلى %3.9 بعد أن كان %4.9 الشهر السابق له. واستمر هذا التباطؤ حتى ديسمبر حيث ارتفعت الأجور بنسبة %3.7 فقط سنويًا وهو أبطأ معدل منذ أبريل لعام .2022
وبحلول فبراير لعام ،2025 انخفض نمو الأجر مرة أخرى ليصل إلى %3.5 وهو أضعف معدل منذ أبريل .2022 وعلى أساس ستة أشهر بلغ فقط %1.3 وهو أدنى مستوى له منذ أواخر .2021 وقد ساهم انخفاض نمو الأرباح مع ارتفاع تكاليف المعيشة في الضغط المالي على العديد من الأسر.
المغادرون غير الراضين
في الوقت نفسه ، انخفض عدد المغادرين غير الراضين أو العمال الذين يتركون وظائفهم بسبب عدم الرضا بنسبة %17 سنويًا في نوفمبر ، مما يمثل أكبر انخفاض سنوي منذ منتصف .2021 وبحلول فبراير ،عمق الانخفاض ليصل الى %.21 مما يشير الى أن العمال قد يكونون أكثر ترددًا لترك وظائفهم بسبب تدهور ظروف سوق العمل.
اختلاف نتائج استطلاعات التوظيف
تشدد تقارير ”إيدج ريلتي” أيضًا على أهمية الوعي بأن استطلاعات التوظيف المختلفة يمكن أن ترسل إشارات مختلطة حول حالة سوق العمل؛ فاستطلاع الرواتب (SEPH) يعتمد على بيانات تسليم الرواتب الفعلية التي تقدم مقياساً ملموساً للتوظيف كما يبلغه أصحاب الأعمال بينما يعتمد استطلاع الأسر (LFS) على مقابلات هاتفية مع أفراد وقد يُبلغ أحيانًا عن زيادة أكبر في الوظائف عما يحدث فعلياً.
إن فهم ديناميكيات سوق العمل الكندي يتطلب منا النظر بعناية ودقة فيما وراء الإحصائيات السطحية والتوجه نحو تحليل شامل يعكس الواقع المعاش للعمال وأسرهم.