قصص

احتضان التغيير: كيف تحول العقبات إلى نجاحات مذهلة

احتضان التغيير: تحويل النكسات ⁤إلى نجاحات

لم تثنها النكسات، فقد آمنت كمال سامويل بقدراتها وأصبحت الآن تدير شركة استشارات محتوى ناجحة في أوتاوا.

في عام 2019، قمت بتعبئة حياتي في حقيبتين وانتقلت إلى كندا من بنغالور، الهند — وحدي. كانت​ هذه هي المرة الأولى التي أتنقل فيها في مطار ⁣وأركب طائرة.

شعرت بمزيج⁤ من الخوف والفرح والترقب والإثارة تجاه المجهول الكبير. كنت ⁣أول امرأة في عائلتي ⁢تقوم بشيء مجنون كهذا، لكن عائلتي كانت تؤمن بي وتعتقد أنني ذكية بما يكفي للتكيف مع الوضع. وقد فعلت ذلك بالفعل.

لم يكن​ لدي أي عائلة أو أصدقاء ينتظرونني في كندا، لذا حجزت مكانًا عبر ⁤Airbnb في ‌منطقة جين وفينش⁣ الشهيرة بسمعتها السيئة — لم أكن ⁣أعلم أنها مشهورة بذلك؛ بل حجزتها لأنها كانت رخيصة. لم يحدث شيء سيئ على الإطلاق. ​بل كنت بخير — أكثر ​من جيد ⁣حقًا. لا زلت ⁣أتذكر تلك الأيام القليلة الأولى عندما‍ كنت أصطدم بالناس على الأرصفة في تورونتو؛ فقد اعتدت السير على الجانب الأيسر بينما يسير الجميع هنا على الجانب الأيمن.

الغرباء أصبحوا عائلة

بدأت ‍attending ‍Northminster ​Baptist Church (كنيسة نورثمنستر⁣ المعمدانية). رغم⁣ أنني ⁤نشأت كمسيحية ميثودية، إلا أن الطوائف لا تهمني كثيرًا.‌ رحبت بي مجتمع الكنيسة⁢ بأذرع مفتوحة وسرعان ما كونت صداقات جديدة. عرض ‌زوجان لطيفان من الجماعة، إنغمار بيتر وزوجته الرائعة، ​تأجير غرفة ضيوفهم لي عندما كنت‌ أبحث عن سكن موثوق طويل الأمد — وهو تحدٍ كبير في تورونتو. رغم ‍أنني قضيت معهم بضعة أشهر فقط قبل الانتقال إلى أوتاوا، ‌إلا⁣ أننا أصبحنا أصدقاء مقربين وسأظل ممتنة لإنغمار وعائلته على لطفهم.

في​ يناير 2020 انتقلت إلى أوتاوا لبدء وظيفة جديدة كمهندسة مع شركة اتصالات وشبكات. ولكن بمجرد أن بدأت ‌الاستقرار وبناء علاقات جديدة جاء الوباء ليقلب كل شيء رأساً على عقب.

في عام 2021 وجدت العزاء‍ مرة أخرى داخل مجتمع كنيسة‍ آخر – كنيسة القيامة (Resurrection Church)، وهي كنيسة بروتستانتية هذه المرة حيث قابلت زوجين⁣ متقاعدين لطيفين⁣ للغاية هما ترؤبورست بيتر ⁣وزوجته جي الذين قدموا لي حباً هائلاً كشخص غريب عنهم تماماً! لقد أصبحا⁣ جزءًا من عائلتي الجديدة بالرغم من اختلاف ثقافاتنا – أنا ولدت في الهند وهما من هولندا – لكننا⁣ شكلنا رابطًا قويًا بالإيمان والمحبة وروح الدعابة المشتركة بيننا.

النكسات يمكن أن تكون نعمة مقنعة

واجهت نكسة كبيرة عام 2022 عندما تم إنهاء عملي بسبب ضعف الأداء مما أثر سلباً على ثقتي ​بنفسي وشعرت بالضياع. كان بيتر وجي بجانبي يقدمون الدعم العاطفي ويساعدوني لتحديد خطواتي التالية بعد تلك المحنة الصعبة.

خلال حديث مع زميل ‍سابق لي ‍يعمل لدى أمازون يدعى أبهي نوفر باردا ، ذكرت‍ له شغفي بالكتابة واقترح عليّ النظر نحو الكتابة ⁢التقنية نظرًا لخلفيتي الهندسية! وفي نفس العام عدت للدراسة لأتعلم الكتابة التقنية وبدأ إدراكي بأن النكسات هي فرص رائعة للتوقف والتأمل وإعادة التوجيه وإعادة الابتكار والنمو الشخصي!

عام 2023 كان عامًا محوريًا بالنسبة لي حيث أصبحت كاتبة ​وكندية مما منحني شعور أقوى بالانتماء والاستقرار النفسي والاجتماعي!

بدأت العمل لدى شركة أشباه ⁢الموصلات ككاتبة تقنية موظفة وكان ذلك تجربة سريعة⁣ ومليئة بالتحديات حيث تعلمت الكثير عن الكتابة والتواصل أكثر مما تعلمته طوال حياتي السابقة!‌ ومع ذلك ورغم التعلم والنمو الهائل الذي حصل خلال أيام العمل الطويلة التي تصل لعشر ساعات يوميًا بالإضافة لقيادتي لمدة أربعين دقيقة ذهاباً وإياباً شعرت بالإرهاق ⁢وبدأ يظهر بعض المشاكل الصحية ​عليّ فقررت ترك وظيفتي ذات الدخل المرتفع وفي غضون أسابيع قليلة بدأت شركتي الخاصة لاستشارات المحتوى “Keynote Copywriting”.

بدايات⁤ جديدة

على مر السنين استطعت تشكيل حلم خاص بكندي الخاص حيث أرغب بالمساهمة بشكل فعّال للمجتمع باستخدام مهاراتي واستكشاف الطبيعة ​الكندية الرائعة!

هناك العديد ممن لم أذكرهم هنا والذين دعموني وما زالوا يفعلون ذلك حتى⁤ اليوم؛ سأحتاج لكتابة كتاب لتوثيق جميع أعمال اللطف التي تلقيتها خلال إقامتي ⁢بكندا – مشروع قد أفكر فيه مستقبلاً! كما واجهتنا تجارب مؤلمة أيضًا خلال هذه‌ الفترة ولكن هذا⁣ موضوع آخر لنقص الوقت ⁣الآن..

أود ‍شكر كل شخص كان جزءً من رحلتي لحبهم وقبولهم لي​ فهم ‍يجعلون حياتى أفضل ويمنحوني القوة للاستمرار للأمام.. إليكم قصص وأحلام وصداقة جديدة… صحتين!

المصدر الأصلي

ماريا عبد الرحمان

مرحبًا! أنا ماريا عبد الرحمان، كاتبة محتوى ومتخصصة في الشؤون الثقافية والاجتماعية. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وأنا متحمسة لنقل المعرفة ومشاركة القصص والأخبار التي تهم القراء العرب في جميع أنحاء العالم. أعشق الكتابة والإبداع، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى غني ومفيد يلبي اهتمامات جمهورنا. من خلال عملي في Arabic-Canada.com (كندا بالعربي)، أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة، والتعليم، والثقافة، والحياة اليومية في كندا، وتقديم النصائح والمعلومات التي تساعد القادمين الجدد على الاندماج بسهولة والنجاح في حياتهم الجديدة. تابعوا مقالاتي للحصول على رؤى عميقة ونصائح قيمة حول الحياة في كندا وكل ما يتعلق بالمجتمع الكندي. إذا كان لديكم أي استفسارات أو مواضيع ترغبون في أن أتحدث عنها، فلا تترددوا في التواصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى