الحياة في كندا

ألفا نكورانغا: من ناجٍ من الحرب إلى مدافع عن ضحايا العنف الأسري

ألفا نكورانغا: من الناجية من الحرب‌ إلى المدافعة عن ضحايا العنف المنزلي

كل ربيع، تكريمًا لليوم العالمي​ للمرأة⁤ في 8‌ مارس، يحتفل “المهاجر الكندي” بالنساء الملهمات عبر مجالات مختلفة. في سلسلة “نساء المهاجرين الملهمات” لعام 2025، نسلط الضوء⁤ على النساء اللواتي‌ يمكّنّ ⁣الآخرين ويحدثن ⁣تأثيرًا ملموسًا في مجتمعاتهن.

في ملفنا الشخصي الأول، قدمنا نيها خاندهلوال، وهي بانية مجتمع حولت ‍مشاعر العزلة التي شعرت ‌بها كأم جديدة إلى شبكة دعم مزدهرة للنساء الهنديات في كندا. من خلال دائرة النساء الهنديات، أنشأت مساحة حيث تتواصل النساء وتحتفلن وتدعمن بعضهن البعض.

في ​الجزء الثاني من سلسلتنا، نوجه تركيزنا إلى⁤ امرأة استثنائية أخرى،​ ألفا نكورانغا، التي تعتبر رحلتها من النجاة من⁤ الحرب إلى⁢ الدفاع عن‍ ضحايا العنف المنزلي قصة لا تُصدق.

بينما تستمع ألفا نكورانغا لعميلة حامل تصف ضربات زوجها لها في⁣ ملجأ نسائي بكيتشنر ‌بأونتاريو، تعود بذاكرتها لرؤية والدتها ملقاة على الأرض مضروبة. تغمرها المشاعر فتخرج من الغرفة لتبكي قبل أن تعود ‍لتواسي المرأة. “أنتِ قوية‍ جدًا”، تقول لها. “ليس الجميع يمد ⁤يد العون.”​ لاحقًا⁣ ترسل المرأة بطاقة لألفا تحمل رسالة بسيطة ولكن عميقة: شكرًا لكِ على بدء حياتي.

لحظات مثل ‍هذه تؤكد هدف ألفا. تقول: “إنه مُرضٍ بالنسبة لي”. “أشعر أنني أساعد والدتي.”

نشأت ألفا دون مساعدة تذكر. وُلدت في رواندا وكانت ⁤تبلغ ثماني سنوات ‌فقط عندما اندلعت الحرب الأهلية الرواندية عام 1994. بينما كانت الطلقات النارية تدوي فوق رأسها، أمسكت بيد شقيقها الصغير وهربت للاختباء في مستنقع قريب. عاشت على الفئران ​وشربت الماء القذر حتى تمكنت من البقاء حية لأجل شقيقها. بعد بضعة أسابيع قادهم غريب لطيف إلى مخيم للاجئين في‌ تنزانيا.

في النهاية تم لم شمل الزوجين مع والديهما اللذين⁣ كانا يقيمان في مخيم لاجئين آخر بأوغندا. لكن‌ حتى مع وجودهما نسبيًا بأمان داخل المخيم ، واجهت ألفا معركة مختلفة – واحدة ضد النظام الأبوي المتجذر بعمق . وُلدت مغامرة⁤ ومستقلة ، لكنها رفضت الامتثال ​للتوقعات ⁣الثقافية التي⁤ كانت ⁢تحدد مكانة الفتاة بأنها أدنى مقارنة بالصبي⁤ . قوبل تمردها بالعنف⁣ من والدها ⁤الذي كان يضربها بسبب تسلق الأشجار أو إصرارها⁣ على الذهاب إلى المدرسة . وعندما‌ أغلق عليها الباب خارج المنزل طوال‍ الليل معرضةً لخطر الكلاب البرية ، رفضت الانكسار .

على الرغم مما واجهته من⁢ إساءة ومعوقات‌ نظامية ، نجحت ألفا بشكل كبير . ‍حصلت على منح دراسية لدراسة التنمية المجتمعية⁣ بجامعة ماكيريري بأوغندا . حملتها قوتُهَا​ وعزمُهَا عبر كل تحدٍّ ، بدءاً بتحمل العقوبات البدنية بالمدرسة وصولاً للدفاع عن نفسها ضد التحرش ممن هم ذوو⁣ سلطة . ‍تقول: “كل يوم⁤ هو صراع”. “لكنني أستمر بالمضي قدمًا.”

انتقلت عام 2010 إلى كندا حيث حصل زوجُهَا على حق اللجوء هناك . وفي البداية​ افتقدَ المجتمع القريب منها؛ فالأصدقاء والجيران كانوا دائمًا يتحدثون بالخارج ولكن لم يكن أحدٌ يطرق باب منزلِهِم الجديد بمونكتون بنيو برunswickك .

لكن ⁢كما⁣ أغلقت بعض الأبواب ، انفتحت أبواب أخرى؛ ففي عام 2015 التحقت ألفا بكلية إيسترن (بمونكتون) وتخصصّت بعلم الجريمة؛ حيث عرضَتها دراستُهَا لعلاج السلوك المعرفي وهو ‌نوعٌ مِن الاستشارة ‍يُركز على الحياة الحالية فقط ؛ ⁤وقد احتضنت هذا المفهوم قائلةً : “لا يمكنني تغيير الماضي” فهو قد انتهى.” وهذا ​لا يعني أن صراعاتَ هَا لم تترك أثرًا⁣ عليها؛ إذ لا تزال تستيقظ ⁢تصرخ بسبب كوابيس جثث‌ الموتى وتتفاعل عند مشاهدة مشاهد الحروب .

لكن ​هذه الأيام تشعر ألفا‍ بأنها ‍أكثر بركةً مما هي مثقلة بالأعباء ؛ فقد سامحت⁣ أولئك الذين آذوْاهَا⁤ وصالحت ماضيَهَا قائلةً : “إنَّه​ جزءٌ مِن قصتي”. “إنَّه مَن أنا.” تجعل تجاربُ هَا منها مؤهلّة بشكل‌ فريد لمساعدة الضحايا الآخرين للعنف المنزلي اليوم تعمل‌ كنائبة دعم سكني لدى خدمات الأزمات النسائية بكيتشنر​ حيث ⁢تقدم الدعم النفسي وتساعد العملاء بالحصول على سكن آمن ومساعدات مالية وغيرها .

اختارت ألفا مشاركة رحلتِهِم الحياتِيَّة ونشرَ مذكراتها ولدت للمشي سبتمبر 2024 آملاً بأن تلهم الآخرين ⁤لمحاربة ‌معاركهم الخاصة ⁣؛ وقد تواصل العديد ‌مِن قرائها معها ⁣ليخبروا كيف⁢ أثرت قصتها عليهم بشدة ⁢.

وصل إليها مؤخرًا‌ أحد المحاربين القدامى ليشكر ألـفـA لنشر قصتها؛ رسائل⁢ مثل هذه تجعل الكاتبة تشعر بالفخر قائلةً : ” الشعور بأنني ⁤أحدث فرقاً بحياة شخص ما” يمنحني الأمل”.

قصَّة ألـفـA هي شهادة لقوة النساء اللواتي يرفضن تعريف أنفسهن ⁤بماضيهن; مثل نيha خاندهلوال, تبني شيئاً قوياً -​ تقدم القوة ⁤والإرشاد والأمل لأولئك الذين يحتاجونه أكثر.
ابقوا متابعين للمزيد مِن الملفات الشخصية ضمن سلسلة ⁤ نساء المهاجرين الملهمات بينما نستمر بالاحتفال بالنساء اللواتي يمكّنّ ​الأخريات ويشكلن مجتمعاتهن.ألفا نكورانغا: من ناجية حرب إلى مدافعة عن ضحايا العنف المنزلي

كل⁣ ربيع، احتفالاً باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس، يحتفل المهاجرون الكنديون بالنساء الملهمات في مجالات متنوعة. في سلسلة “نساء المهاجرين الملهمات” لعام 2025، نسلط الضوء ⁤على النساء اللواتي يمكّنّ الآخرين ويحدثن تأثيرًا ملموسًا في مجتمعاتهن.

في ملفنا الشخصي الأول،⁢ قدمنا نيهة خاندهلوال، وهي بانية ‍مجتمع حولت مشاعر العزلة التي شعرت بها كأم جديدة إلى شبكة دعم مزدهرة للنساء الهنديات في كندا. من خلال “دائرة النساء الهنديات”، أنشأت مساحة‌ حيث تتواصل النساء وتحتفلن ⁢وتدعمن بعضهن البعض.

وفي الجزء الثاني من ⁣سلسلتنا، نركز على امرأة استثنائية أخرى، ألفا نكورانغا، التي تعتبر رحلتها من النجاة من الحرب إلى الدفاع عن ضحايا العنف المنزلي قصة ملهمة حقًا.

عندما تستمع ألفا نكورانغا لعميلة حامل تصف لها ⁢اعتداءات‌ زوجها في ملجأ للنساء بكيتشنر بأونتاريو، تعود بذاكرتها لرؤية والدتها‍ ملقاة على الأرض بعد تعرضها للاعتداء. تغمرها المشاعر فتخرج لتبكي قبل أن تعود لتواسي المرأة. تقول لها: “أنتِ قوية جدًا. ليس الجميع يمد يد العون.” لاحقًا ترسل المرأة بطاقة شكر لنكورانغا تحمل رسالة بسيطة ولكن عميقة: “شكرًا ‌لكِ لأنك بدأت⁤ حياتي.”

تؤكد هذه اللحظات هدف ألفا. تقول: “هذا يُرضيني.” تشعر وكأنها تساعد والدتها.

نشأت ألفا دون الكثير‍ من الدعم. وُلدت في رواندا وكانت تبلغ ثماني سنوات‍ فقط عندما اندلعت ⁤الحرب الأهلية الرواندية عام 1994. بينما كانت الطلقات النارية تدوي فوق ⁣رؤوسهم، ⁣أمسكت بيد⁤ شقيقها الصغير وهربت للاختباء في مستنقع قريب. عاشت على أكل الجرذان وشرب الماء القذر حتى تمكنت مع شقيقها بعد أسابيع قليلة من الوصول إلى مخيم للاجئين في تنزانيا بمساعدة غريب لطيف.

في النهاية التقت بالأبوين اللذين كانا يقيمان بمخيم لاجئين آخر في أوغندا. لكن حتى داخل​ هذا المخيم الذي يعتبر أكثر أماناً نسبيًا واجهت ألفا معركة مختلفة ‌- واحدة ضد النظام⁣ الأبوي المتجذر بشدة. وُلدت مغامرة ومستقلة ولم ⁣تقبل الت conforming للتوقعات الثقافية التي ‌تحدد مكان الفتاة بأنه أدنى من مكان الولد؛ فكان رد فعل والدها هو⁣ استخدام‍ العنف ​ضدّها بسبب‌ تسلق الأشجار أو‍ إصرارها على الذهاب إلى المدرسة.

على الرغم مما واجهته من ‍إساءة ومعوقات نظامية ، إلا أن ألفا تفوقت وحصلت على منح دراسية لدراسة التنمية المجتمعية بجامعة ماكيريري بأوغندا حيث واجهتها تحديات عديدة مثل العقوبات البدنية⁤ بالمدرسة والتحرش ممن هم ذوو سلطة عليها لكنها⁣ استمرت بالمضي⁤ قدمًا قائلةً: “كل يوم هو صراع.”

انتقلت إلى كندا عام 2010 بعد حصول زوجها على⁤ وضع اللاجئ هناك؛ وفي‌ البداية افتقدت مجتمع ‍الأصدقاء والجيران الذين كانوا ⁣دائمًا يتحدثون خارج المنزل كما كانت تفعل سابقاً ولكن لم يكن أحد يطرق⁤ باب منزلهم الجديد بمونكتون بنيو برunswick . تتذكر قائلةً: “كانت الوحدة قاتلة.”

لكن مع إغلاق بعض الأبواب انفتحت​ أبواب أخرى؛ ففي عام ‍2015 التحقت بكلية إيسترن (في⁢ مونكتون) وتخصصّت بعلم الجريمة حيث تعرفّت خلالها على العلاج السلوكي المعرفي وهو⁤ نوعٌ مميزٌ جداً يساعد الناس ليعيشوا⁣ اللحظة الحالية ويقبلوا واقعهم كما ​هو دون محاولة تغييره؛ وهذا ما جعل ألفا تحتضنه قائلةً: “لا يمكنني تغيير الماضي.”

اليوم تشعر ​ألفا⁢ بأنها محظوظة أكثر مما هي مثقلة بالأعباء فقد ⁢سامحت‍ أولئك الذين آذوْوْهَا⁤ وصارت متصالحة مع ماضيهَا معتبرةً أنه جزءٌ منها وقصتها الشخصية ⁣تجعل منها⁤ مؤهلة بشكل فريد لمساعدة الضحايا ​الآخرين للعنف المنزلي اليوم تعمل كنائبة دعم سكني لدى خدمات أزمة النساء ‌بكيتشنر حيث تقدم الدعم النفسي والمساعدة للعملاء للحصول على سكن ‌آمن ومساعدات مالية وغيرها.

اختارت نكورانغا مشاركة رحلتِهَِا الحياتِيَّة ونشرت مذكراتها بعنوان “ولدت لأمشي” سبتمبر 2024 ⁣آملاً بأن تلهم الآخرين للنضال ضد صراعاتهِم الخاصة ⁣وقد تواصل العديد مِن قرائها معها ليخبروا كيف أثرت⁤ قصتها عليهم بشكل عميق.

وصل إليها مؤخرًا أحد المحاربين القدامى ليشكرَ ‌هَا لكونهَِا قد شاركت قصتهَا ⁢وهذا النوع مِن الرسائل يجعل الكاتبة تشعر بالفخر إذ ⁢تقول:” الإحساس بأنني أحدث فرقاً بحياة شخصٍ ما يمنحني الأمل.”

إن قصة نكورانغا شهادة لقوة النساء اللواتي يرفضن تعريف أنفسهن بناءً علي ماضيهن مثلما فعلَـَـَـَـــَـــَـــَنَهُ خاندلهوال فهي تبني شيئاً قوياً -‌ تقدم القوة ⁤والإرشاد والأمل لمن يحتاجونه‌ أكثر.
تابعونا ‍للمزيد مِن الملفات الشخصية ضمن سلسلة نساء المهاجرين الملهمات بينما نستمر بالاحتفال بالنساء اللواتي يمكّنّ الآخرين ويشكلّن مجتمعاتهن.

ماريا عبد الرحمان

مرحبًا! أنا ماريا عبد الرحمان، كاتبة محتوى ومتخصصة في الشؤون الثقافية والاجتماعية. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، وأنا متحمسة لنقل المعرفة ومشاركة القصص والأخبار التي تهم القراء العرب في جميع أنحاء العالم. أعشق الكتابة والإبداع، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى غني ومفيد يلبي اهتمامات جمهورنا. من خلال عملي في Arabic-Canada.com (كندا بالعربي)، أهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الهجرة، والتعليم، والثقافة، والحياة اليومية في كندا، وتقديم النصائح والمعلومات التي تساعد القادمين الجدد على الاندماج بسهولة والنجاح في حياتهم الجديدة. تابعوا مقالاتي للحصول على رؤى عميقة ونصائح قيمة حول الحياة في كندا وكل ما يتعلق بالمجتمع الكندي. إذا كان لديكم أي استفسارات أو مواضيع ترغبون في أن أتحدث عنها، فلا تترددوا في التواصل معي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى